بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

( إذا كان الفن عسيراً عند إبداعه فإن تعليمة للناشئة أو صغار الفنانين يكون عسراً ومشقه )

الفنان ومعلم الفن كلاهما يشتغل بالفن ولكن تختلف اهتمامات كلاً منهما .فالفنان المتخصص يدور تدريبه عادة حول تكوينه تكويناً متخصصا ًفي إحدى مجالات الفنون المتعددة ..دراسات تقنية ... دراسات في تاريخ الفن ومذاهبه ومدارسه كتراث أنساني وحضاري عبر التاريخ . ودراسات للتدريب على الرؤية الفنية والمهارة والتشكيل . دراسة الفلسفات الكامنة وراء المدارس المتعددة في الإبداع لا يقصد تقليدها ومحاكاتها ولكن للتعرف على أساليب العمل وكيفية ترجمة رؤية الطبيعة إلى رؤية جمالية خاصة ... دراسات تعوده على أن يكتشف لنفسه عالماً ليضع لذاته لغة فنية ويأخذ منهجه من كل ما يحيط به ويحوله إلى عمل جمالي يقدمه للناس.

أذا كان هذا دور الفنان فما بالك بدور معلم الفن –أن مسئولية تربية الصغير بالتعليم العام تربيه تتخطى إنتاج الرسوم إلى تعديل سلوك هؤلاء الأطفال جمالياً ،فمهمة مدرس التربية الفنية لا تقف عند تعليم الطفل كيف يبدع اوكيف يعبر أوكيف ينتج الفن.
فالطفل في هذا المجال قادر على ان يبدع ويعبر وينتج حتى بدون معلم , ذلك أن الفن جزء من عملية التعبير عند الطفل حتى سن معينه يستطيع أن يستمر مالم تقف امامه عقبة تحيده عن الإبداع . وقد يكون مدرس التربية الفنية نفسه احد أسباب ذلك ...............
أن محور الأهمية في تدريس التربية الفنية في مدارس التعليم العام ليست عملية إنتاج العمل الفني فقط والممارسة العلمية في مجالات الفن المتعددة , بل لابد أن يعرف كل من يشتغل في مجال التربية الفنية أنها اكتسبت أهميتها من كونها وعاء لنقل الخبرة الجمالية .

أن تلميذ اليوم في مدارس ا لتعليم العام هو رجل الغد والذي نعمل من خلال التربية الفنية على تربية وجدانه والارتقاء بذوقه , نعمل على أجلاء بصيرته لكي تنفذ في كل ما يقع تحت بصره ليستطيع أن يدرك عالم القيم الحقيقي والكاذب, والرخيص والغالي .. القيم التي لا تخرج عن كونها عملية استمرار للتقاليد الشائعة .

إن مدرس التربية الفنية في البيئة المدرسية ليس مجرد عازف في فرقة بل القائد الذي ينمي الحس الجمالي والإبداعي ... والمظهر العام للبيئة المدرسية هو مسئولية مدرس الفن .

إن تدريب معلم الفن في مراحل التعليم مهمة شاقة , ولكننا مرغمون على خوض هذه المهمة الشاقة لحاجتنا الملحة للتربية عن طريق الفن والتي تنمو يوماً بعد يوم , والتهاون والتساهل في ذلك أمر خطير , حيث ينعدم السلوك والحس الجمالي الذي يلعب دوراً هاماً وضرورياً في بناء شخصية الفرد , ذلك الأمر الذي لا يقدر علية إلا لمربي عن طريق الفن .


ويعطيكم العافية

تحيات الغلا